هاجم المزارعون الأوروبيون السبت، اتفاق التبادل الحر بين الاتحاد الأوروبي ودول ميركوسور (البرازيل والأرجنتين والأوروجواي والباراجواي) الذي تم التوصل إليه مساء الجمعة في بروكسل، معتبرين أنه يعرضهم لمنافسة غير عادلة.
ومنذ إعلان الاتفاق، انطلقت الانتقادات عبر "تويتر"، وصدرت بيانات غاضبة، فيما يرى المفاوضون الأميركيون الجنوبيون والأوروبيون أن الاتفاق "تاريخي" بعد 20 عاماً من التفاوض.
وتحيط الشكوك في ظل هذا التوتر باحتمال إقرار الاتفاق في دول الاتحاد الـ28 وفي البرلمان الأوروبي، وهو أمر ضروري ليدخل النص حيز التنفيذ.
وانتقدت نقابة "كوبا كوجيكا" وهي النقابة الزراعية الرئيسية في الاتحاد الأوروبي "سياسة تجارية مزدوجة المعايير"، توسع "الهوة بين ما هو مطلوب من المزارعين الأوروبيين، وما يسمح به للمنتجين في ميركوسور" حيث المعايير الصحية والمناخية مخالفة للمعايير الأوروبية.
وفي ألمانيا، اعتبر رئيس نقابة "دوتشر بورنفيرباند" أن "الاتفاق غير متوازن على الإطلاق" ويعرض العديد من "المزارع العائلية للخطر".
كذلك، نددت رئيسة اتحاد النقابات الزراعية في فرنسا كريستيان لامبير بـ"ضربة قاسية للزراعة" و"بالكذب" على المستهلكين و"خداعهم"، موضحةً أن "74% من سلع العناية بالنباتات المستخدمة في البرازيل ممنوعة في أوروبا".
وهاجمت 340 منظمة غير حكومية أوروبية وأميركية جنوبية في رسالة مفتوحة النص خلال المفاوضات، بينها "جرينبيس" و"فرندرز أوف ذي إيرث" باعتبار أنه يضر بالمناخ وبحقوق الإنسان، المهددة أيضاً بسبب سياسات الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو.
في المقابل، رحب الأخير عبر "تويتر" بـ"الإمكانات الهائلة" التي قد تنتج من هذه الشراكة المستقبلية والتي تعطي "الكثير من الفرح" لشعبه.
كما رحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت، بالتوصل إلى هذا الاتفاق الضخم، مع إعرابه عن "الحذر" إزاء متابعة تنفيذه.
وبموجب الاتفاق، وافقت دول "ميركوسور" على فتح أبوابها للصناعات الأوروبية، وخصوصاً قطاع السيارات، وأيضاً المنتجات الكيميائية والدوائية والأسواق العامة.
وقبل الاتحاد الأوروبي في المقابل، بتقديم تسهيلات كبيرة لإدخال منتجات السكر والإيثانول ولحم البقر والدواجن إلى سوقه.
وسيتيح هذا الاتفاق خصوصاً إدخال نحو مئة ألف طن من لحم البقر من دول أميركا اللاتينية الأربع بمعدل فائدة بنسبة 7.5%، وهو ما يضعف مربي الدواجن الأوروبيين الذين يعولون بشدة على إعانات بروكسل، ويخشون منافسة اللحوم الأميركية الجنوبية.
ومع اقراره بأن الاتفاق قد يؤدي إلى "بعض التحديات للمزارعين الأوروبيين"، تعهد مفوض الزراعة في الاتحاد الأوروبي فيل هوجان دفع "مساعدات مالية" تصل إلى مليار يورو "في حال حصل اضطراب في السوق".
وأعرب وزير الزراعة الإيرلندي مايكل كريد عن "خيبة أمله الشديدة" من "التخفيضات الكبيرة للتعريفات" على اللحوم في وقت "يواجه القطاع حالاً من عدم اليقين".